بَحْرٌ مِنْ الدُّمُوعِ |
أَنَا بَحْرٌ مِنْ الدُّمُوعِ
تنْسَاب بَيْنَ رُبُوعِ الْأَحْزَان
تَسَلُّل بَيْن حُقُول الْأَلَم
لِتُرْوَى عَطَش السِّنِين
وَتُرْبَة جَفَّتْ مِنْ اثَارِ الْحُنَيْن
أَنَا دُمُوع تَكَوَّنَتْ عَبَّر الزَّمَن
دَمْعُه تُلْوَى دَمْعُه
حَتَّى أَصْبَحْت وَادًّا جَارِفا
ثُمَّ اعْصِارا
يُمْكِنُ أَنْ يَجْتَاحَ قُلُوبًا وَأَفْيده
يَخْلُدها وَرَاءَهُ
أَشْلَاء مُبَعْثَرَة
أَنَا الَّتِي قَتَلَتْهَا بِكَلِمَة
عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ
بَعْدَ أَنْ شُهِرَتْ سَيْف حَرْفِك
وَنُزِعَتْ الرَّحْمَةِ مِنْ قَلْبِك فَتُمْهَل سَيِّدِي
قَدْ تَخْسَرني إلَى الْأَبَدِ
لِاتِّحطمني أَكْثَرُ
فَقَدْ ارْتَويت
لَا تُحَاوِلُ أَنْ تَصُوب نَحْوِيّ
فَقَلْبِي ضَعِيف
وَجَرَحي عَمِيقٍ
وَدَمُوعي أَصْبَحْت بِلَوْن الدِّمَاءِ
وَمَا عَادَتْ تُحْيِي
بَلْ تُقْتَلُ بِلَا حَيَاءٍ وَأَنْت جَلَادي
تَتَمَتَّع بِإِذْلَالِيّ
وَتَتَمَتَّعَ بِحِرْمَانِيّ وَقَهْرِيٌّ
وَانْدِثَارِي
وَلَا تَرْحَمْ أَنَّهُمار دُمُوعِي
أَوْ تَوَسَّلَات أَشْجَاني
لَقَدْ فُرِشَتْ لَك أَزْهَار حَدِيْقَتِي
بَعْدَمَا اقْتَلَعَتِهَا
مِنْ فِنَاءِ بَيْتِي
وَأَنَرْت طَرِيقَك كَشَمْعَة
تَحْتَرِق
عَلَى حِسَابِ دُمُوعِي وَتَوَجعاتي
وَلَكِنَّكَ مَا سَمِعْتُ نِدَائِي
فَاتَرُكْنَيْ أَغْرَقَ
بِسَيْل دُمُوعِي
وَلَا تَحْزَنْ
فَأَنْت سَتَكُون شَاهِدًا
عَلَى نِهَايتي